الصدقة الجارية يمكن تعريفها أنها ما يبذله المسلم في حياته الدنيوية من مال وغيره، ويبقى مستمراً بعد موتِه، على حسب تيسير الله تعالى لها في استمرارها أو عدمه، أو هي الوقف المحبوس، بحيث يُنتفع به، دون أن يكون ملكاً لأحد، فيبقى موقوفاً والانتفاع به مستمرّ، طوال الزمان، فلا يوهب ولا يباع، حيث جاء في الحديث الصحيح الذي أخرجه الإمام مسلم: (إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له). تتعدّد أقسام الصدقة الجارية، فهي ذات أمثلة وأنواع كثيرة، وقد ذكرت الأحاديث النبوية الشريفة أقساماً وأنواعاً كثيرة تندرج تحت الصدقة الجارية، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ مِمَّا يلحقُ المؤمنَ من عملِهِ وحسناتِه بعدَ موتِه عِلمًا علَّمَه ونشرَه وولدًا صالحًا ترَكَه ومُصحفًا ورَّثَه أو مسجِدًا بناهُ أو بيتًا لابنِ السَّبيلِ بناهُ أو نَهرًا أجراهُ أو صدَقةً أخرجَها من مالِه في صِحَّتِه وحياتِه يَلحَقُهُ من بعدِ موتِهِ)،[٥] وقوله أيضاً: (سبعٌ يجري للعبدِ أجرُهنَّ وهو في قبرِه بعد موتِه : من علَّم علمًا ، أو كرى نهرًا ، أو حفر بئرًا ، أو غرس نخلًا ، أو بنى مسجدًا ، أو ورَّثَ مصحفًا ، أو ترك ولدًا يستغفرُ له بعد موتِه)